×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

ولم يكن في عمره صلى الله عليه وسلم عمرة واحدة خارجًا من مكة  ؛

****

 ما كان صلى الله عليه وسلم يخرج من مكة إلى الحل؛ ليأتي بعمرة -لا هو وأصحابه-، إلا عائشة رضي الله عنها ؛ فإن عائشة أحرمت متمتعة بالعمرة إلى الحج، لكن نزل عليها الحيض بعد أن أحرمت، واستمر معها إلى أن جاء وقت الحج، ولم تطهر، فأمرها صلى الله عليه وسلم أن تحرم بالحج، وتدخله على العمرة، فتصير بذلك قَارِنَة بين الحج والعمرة، لكنها بعدما فرغوا من الحج، قالت رضي الله عنها: يرجع الناس بحج وعمرة، وأنا أرجع بحج فقط؟!! قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ طَوَافُكِ بِالْبَيْتِ وَسَعْيكِ بَيْنِ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ يَكْفِي عَنْ حَجَّكِ وَعُمْرَتِكِ»، هي رضي الله عنها تريد عمرة مستقلة مثل صَوَاحِبَاتهَا، ولا تكفيها العمرة التي دخلت مع الحج. فلما رأى منها الإلحاح، طيب خاطرها صلى الله عليه وسلم، وأمر أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما، فخرج بها إلى التنعيم؛ لأنه أدنى الحل، فأحرمت منه بالعمرة، واعتمرت بعد الحج ([1])، فهذا كان السبب.

أما أن يخرج الإنسان من مكة ليأتي بعمرة، فهذا لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من أصحابه، بل بقاؤه في مكة، وصلاته في الحرم، واعتكافه في المسجد الحرام، وطوافه بالبيت هذا أفضل من الذهاب إلى العمرة.

والآن كثير من الناس إذا جاءوا إلى مكة، واعتمروا، يخرجون لأداء عمرة ثانية وثالثة ورابعة: هذه لأمي، وهذه لخالتي، وهذه لعمي.... إلخ.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1762).