فوقف
في ذيل الجبل عند الصخرات، واستقبل القبلة، وجعل حبل المشاة بين يديه، وكان على
بعيره، فأخذ في الدعاء، والتضرع، والابتهال إلى غروب الشمس ([1]).
****
مشى صلى الله عليه
وسلم على راحلته، ومعه الصحابة، حتى أتى عند الجبل المسمى بجبل الرحمة، فوقف
مستقبلاً القبلة عند الصخرات الكبار، وقف مستقبل القبلة عند الجبل، ولا يختص
الوقوف بهذا المكان؛ لما يأتي أنه صلى الله عليه وسلم قال: «وَقَفْتُ هَا
هُنَا، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ» ([2]).
«حَبْلَ الْمُشَاةِ»: كثيب من الرمل،
جعله صلى الله عليه وسلم بين يديه؛ أي: أمامه.
وقف صلى الله عليه وسلم راكبًا على بعيره، ولم يزل راكبًا عليه، فالوقوف يكون من الراكب، ويكون من الواقف على قدميه، ويكون من الجالس فالمهم أنه ينوي الوقوف؛ لأن هذا ركن من أركان الحج، فينوي الوقوف على أي صفة كانت؛ راكبًا، أو واقفًا على قدميه، أو جالسًا، أو حتى مضطجعًا، ويشتغل بالدعاء والذكر في ذلك، فلا ينشغل بالكلام والمزاح والضحك. هذه هي السنة.
([1])أخرجه: مسلم رقم (1218).