×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وأمر الناس أن يرفعوا عن بطن عرنة، وأخبر أن عرفة كلها موقف،

****

 

  قال صلى الله عليه وسلم: «وَقَفْتُ هَا هُنَا، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ»؛ أي: عند الجبل.

وقوله: «وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ»؛ من أجل ألا يزدحم الناس في هذا المكان، الذي وقف فيه صلى الله عليه وسلم، بل عرفة واسعة، ولله الحمد.

وأمره للناس بأن يرفعوا عن بطن عرنة -أي: وادي عُرَنَةَ المعروف- ؛ فلا يوقف في هذا المكان؛ لأنه خارج عرفة، فيجب على الحاج أن يحرص على أن يكون وقوفه داخل حدود عرفة في أي جهة كان منها، وأن يستقبل القبلة، ولا يستقبل الجبل؛ لأن بعض العوام يستقبلون الجبل، ويطلقون عليها: «المشاهدة»؛ أي: يشاهدون الجبل، بل يجب عليهم استقبال القبلة، وهي الكعبة المشرفة في أي مكان كان من عرفة.

ولا يذهب إلى الجبل، فالكثير من الحجاج الضعفاء وخصوصًا في أيام الحر وشدة الشمس يذهبون إلى الجبل، فينتقلون من منزلهم إلى الجبل، وقد يصيبهم التعب والظمأ والخطر، وهذا لا أصل له، ولا يؤجرون عليه؛ نتيجة للجهل، فالجبل ليس له علاقة بالوقوف، ولا يذهب إليه الحاج من فجاج عرفة، بل يبقى مكانه، ويستقبل القبلة، ولو لم ير الجبل أبدًا، فليس بمشروع.


الشرح