×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وأردف أسامة بن زيد رضي الله عنهما خلفه ([1]).

وأفاض بالسكينة، وضم إليه زمام ناقته، حتى إن رأسها ليضرب طرف رحله، وهو يقول: «أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ؛ فَإِنَّ البِرَّ لَيْسَ بِالإِيضَاعِ» ([2])؛ أي: ليس بالإسراع.

****

  هذا فيه جواز الإرداف على الدابة إذا كانت تطيق ذلك.

وأسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنهما مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن مولاه، حبُّه وابْنُ حِبِّهِ صلى الله عليه وسلم.

إذا انصرفوا من عرفة، يجب على الحجاج السكينة، وعدم السرعة، وعدم الأذية للحجاج ومضايقة الحجاج، أو تعريض الحجاج للخطر، لا سيما بالسيارات اليوم؛ فالسيارات خطرها عظيم.

على الرواحل كان صلى الله عليه وسلم يأمر بالسكينة، ويقبض زمام ناقته صلى الله عليه وسلم ؛ لئلا يضايق الناس، السيارات خطرها عظيم؛ يهلك بها جماعات، فعلى سائقي السيارات أن يتقوا الله عز وجل، وأن يرفقوا بإخوانهم، ولا يسرعوا في سيرهم.

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسك زمام ناقته، ويجر رأسها إليه؛ لئلا تسرع، هذا وهو صلى الله عليه وسلم لو شاء لأُخْلِيَ له الطريق، ولكنه يريد أن يعلم الناس أنه ليس لأحد كائنًا من كان أن يضايق الناس في الانصراف، بل يكون كواحد منهم؛ لأنه في عبادة، وهم في عبادة، فيكونون سواء أمام الله سبحانه وتعالى، ولا يستعمل سلطته أو قوته، ويضايق الناس، هذا لا يجوز.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (1922)، وأحمد رقم (562).

([2])أخرجه: البخاري رقم (1671).