وأفاض
صلى الله عليه وسلم من طريق المأزمين، ودخل عرفة من طريق ضب.
وهكذا
كانت عادته -صلوات الله عليه وسلامه- في الأعياد؛ أن يخالف الطريق.
ثم
جعل يسير العنق، وهو ضرب من المسير ليس بالسريع ولا البطيء، فإذا وجد فجوة -وهو
المتسع-، نص سيره؛ أي: رفعه فوق ذلك،
****
المَأْزِمَيْنِ: أي الجبلين، وكما
سبق جاء صلى الله عليه وسلم إلى عرفة من طريق ضبٍّ، من الطريق الأيمن، فلما انصرف
منها، أخذ بالطريق الأيسر الشرقي، وهو طريق المَأْزمين، الذي يفيض على المزدلفة.
دخل صلى الله عليه
وسلم عرفة في الصباح من طريق ضب -كما سبق-، وفي الانصراف عن طريق المَأْزِمَيْنِ،
خالف الطريق، وفي الجمرة أخذ الطريق الأوسط -كما يأتي- ؛ لأن هذا أيسر لرمي
الجمرة.
كانت عاداته صلى
الله عليه وسلم في الأعياد أنه إذا ذهب من طريق إلى صلاة العيد، فإنه يعود من طريق
آخر، ففعل هذا في الحج -أيضًا- ؛ ذهب إليه من طريق، ورجع من طريق آخر، وهذه سنة.
وكان رسول الله صلى
الله عليه وسلم -كما سبق- يأمر بالسكينة، ويأخذ بزمام ناقته في المضايق وفي أماكن
الازدحام، فإذا وجد فجوة، فإنه صلى الله عليه وسلم ينصّ؛ أي: يسرع؛ لأنه لا محذور
في ذلك.
قوله: «نص سيره»؛ أي: أسرع.