×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وكلما أتى ربوة من تلك الربى، أرخى للناقة زمامها قليلاً؛ حتى تصعد.

وكان يلبي في مسيره ذلك، لا يقطع التلبية.

فلما كان في أثناء الطريق نزل، فبال، وتوضأ وضوءًا خفيفًا، فقال له أسامة رضي الله عنه: الصَّلاَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: «المُصَلَّى أَمَامَكَ» ([1]).

****

كان صلى الله عليه وسلم إذا أتى مرتفعًا تصعد الناقة، فإنه يرخي لها زمامها؛ يسهل عليها الصعود؛ رفقًا بالناقة، رفقًا بالحيوان.

كان صلى الله عليه وسلم يلبي، التلبية من حين إحرامه، إلى أن يشرع في رمي الجمرة، كله وقت للتلبية، لا سيما في السير في الطريق.

لا مانع من أن يتوقف الإنسان في أثناء سيره من عرفة إلى المزدلفة لحاجة؛ كأن يتبول، أو يحتاج إلى شيء أو لإصلاح السيارة، فلا بأس بذلك، ولا يؤثر هذا على دفعه من عرفة.

سأله أسامة لما نزل صلى الله عليه وسلم في أثناء الطريق: هل تريد الصلاة؟ قال: لا. فدل هذا على أن الصلاة إنما تكون في المزدلفة، إذا وصل إليها، فإنه يصلي، ولو متأخرًا، ويجمعها مع صلاة العشاء جمع تأخير، فالجمع في المزدلفة جمع تأخير إذا وصل إليها؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يصلها في الطريق، إلا إن خشي خروج الوقت، فإذا خشي طلوع الفجر، فإنه


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1669)، ومسلم رقم (1280).