فلما
حطوا رحالهم، أمر فأقيمت الصلاة، ثم صلى العشاء بإقامة بلا أذان، ولم يصل بينهما
شيئًا ([1]).
ثم
نام صلى الله عليه وسلم حتى أصبح، ولم يحي تلك الليلة، ولا صح عنه في إحياء ليلتي
العيدين شيء.
****
الصلاتان المجموعتان يكفي لهما الأذان الأول،
فالأذان للصلاة الأولى يكفي للصلاة الثانية، لكن لا بد من الإقامة، فيصير بأذان
واحد وإقامتين.
لم يصل صلى الله
عليه وسلم بين المغرب والعشاء شيئًا؛ لأنه لو صلى بينهما، لفات الجمع بينهما،
انقطع، فلا يصلي، ولا يقال: إنه يأتي بالنافلة أو راتبة صلاة المغرب، فإذا فعل
ذلك، انقطع هذا الجمع.
المشروع في المزدلفة
النوم؛ لأنه بعد الوقوف بعرفة وبعد التعب فالمشروع هو أن ينام، ويأخذ قسطًا من
الراحة؛ كما أن لديه الغد يوم العيد، وفيه أعمال الحج الكثيرة، فهو يحتاج إلى
الراحة في الليل.
وهو صلى الله عليه
وسلم نام هذا الليل، ولم يقم من الليل كما كان يقوم في غير هذه الليلة، ولكن نام
حتى طلع الفجر، ثم قام، وصلى الفجر.
الرسول صلى الله عليه وسلم لم يُحيِ ليلة المزدلفة، والذين يقولون بإحياء هذه الليلة هؤلاء مبتدعة، والرسول صلى الله عليه وسلم نام، والنوم عبادة، إذا قصد به التقوي على الطاعة، فهو يكون عبادة.
([1])أخرجه: البخاري رقم (139)، ومسلم رقم (1280).