×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وأذن صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة لضعفة أهله أن يتقدموا إلى منى قبل طلوع الفجر ([1])،

****

وكذلك لا يشرع إحياء ليلتي العيدين؛ لأن هناك من يرى أن ليلتي العيدين لهما خاصية لصلاة الليل، وهذا لا أصل له، ليلتا العيدين كغيرهما من الليالي، لا خاصية لهما.

والآن عند وصولهم إلى المزدلفة لا تسمع إلا الضحك وأصواتًا مرتفعة بغير ذكر الله عز وجل، ويسهرون كذلك، ولا ينامون الليل في المزدلفة، مع أن السنة في المزدلفة هي النوم والهدوء.

المبيت في المزدلفة إلى الفجر؛ لأنه صلى الله عليه وسلم صلى فيها الفجر، هذا هو الأكمل والأفضل. ولكن يجوز الانصراف بعد منتصف الليل، أو بعد مغيب القمر للضعفاء ومن يخافون الزحام ومن الشمس، وأما الأقوياء، فإنهم يبقون في المزدلفة: إما وجوبًا؛ كما يراه بعض العلماء، ويظهر من كلام ابن القيم هنا أنه يجب عليهم أن يبقوا؛ لأنه لا حاجة إلى انصرافهم، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينصرف، وقال: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ». الحديث ([2]).

فالانصراف إنما هو للضعفاء، ومن يحتاجون إليه من الأقوياء لخدمتهم، فإنه ينصرف معهم -أيضًا-، وأما القوي، والذي لا يصحب ضعيفًا، فإن الأفضل أو الواجب له هو أن يبقى في المزدلفة، إلى أن يصلي فيها الفجر، ويدعو بعد صلاة الفجر، ثم يفيض إلى منى، هكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1678)، ومسلم رقم (1293).

([2])أخرجه: مسلم رقم (1297).