×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

فلما طلع الفجر، صلاها في أول الوقت -لا قبله قطعًا- بأذان وإقامة.

ثم ركب صلى الله عليه وسلم حتى أتى موقفه عند المشعر الحرام، فاستقبل القبلة، وأخذ في الدعاء والتضرع، والتكبير، والتهليل، والذكر،

****

في سياق حجته صلى الله عليه وسلم أنه بات في المزدلفة، والمبيت في المزدلفة واجب من واجبات الحج، استغرق الليل كله، ورخص للضعفاء -كما سبق- في الانصراف قبل الفجر.

فلما طلع الفجر، بادر صلى الله عليه وسلم بالصلاة في أول الوقت، حتى توهم بعضهم أنه صلاها قبل الفجر، ولكنه صلى الله عليه وسلم لم يصلها قبل الفجر قطعًا، وإنما بادر بها في أول وقتها؛ من أجل أن يتفرغ للوقوف بالمشعر الحرام والدعاء في المشعر الحرام قبل الانصراف إلى منى.

ثم ركب راحلته من منزله، وذهب إلى المشعر الحرام، وهو الجبل الصغير من المزدلفة، الذي عليه الآن المسجد، هذا هو المشعر الحرام، لكنه لم يرقَ عليه، وإنما وقف عنده، عملاً بقوله تعالى: ﴿فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتٖ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ [البقرة: 198]، والمشعر معناه: العلامة الواضحة، والله سبحانه وتعالى جعل هذا الجبل علامة على المزدلفة.

ولم يستقبل صلى الله عليه وسلم الجبل -جبل المشعر-، وإنما استقبل الكعبة المشرفة؛ فالكعبة هي قبلة المسلمين في كل مكان في الدعاء،


الشرح