حتى أسفر جدًا ([1])،
ووقف صلى الله عليه وسلم في موقفه، وأعلم الناس أن مزدلفة كلها موقف ([2]).
وفي الصلاة، وليس
هناك قبلة للمسلمين، إلا الكعبة المشرفة، لا في عرفة، ولا في مزدلفة، ولا في أي
مكان.
استقبل صلى الله
عليه وسلم الكعبة، ودعا، ذكر الله سبحانه وتعالى ؛ كما قال عز وجل: ﴿فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ
ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ﴾ [البقرة: 198].
قوله: «حتى أسفر
جدًا»؛ أي: أسفر بعد الفجر جدًا، قبيل طلوع الشمس.
وقف صلى الله عليه
وسلم في هذا المكان عند الجبل، عند المشعر الحرام، وبين للناس أنه لا يتعين على
الحجاج أن يأتوا إلى هذا المكان خاصة، وإنما المزدلفة كلها موقف؛ فأي مكان تيسر لك
من المزدلفة داخل علاماتها، فكن فيه، وبت فيه، وصلِّ الفجر فيه، وادع بعد الفجر في
مكانك؛ تيسيرًا على الناس، خصوصًا في أيام الزحام الشديد الآن، فلا ينبغي أن يشق
الإنسان على نفسه، ويذهب، ويقول بأنه يريد أن يكون في موقف النبي صلى الله عليه
وسلم.
رسول الله صلى الله عليه وسلم وسع على الناس؛ كما وسع لهم في عرفة؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَقَفْتُ هَا هُنَا، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ» ([3]).