×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

ولم يكسرها من الجبل تلك الليلة -كما يفعله من لا علم عنده-، ولا التقطها بالليل،

****

  لم يكسر الحصى من الجبل، وإنما أخذه من الأرض، ولم يكسره من الجبل؛ كما يفعله من لا علم عنده، وهذا من التكلف.

والآن هناك بعض الناس يريدون أن يستغلوا هذا العمل، فيجمعون الحصى في أكياس، ويقومون بتوزيعها على الحجاج، منهم من يبيعها، ومنهم من يتصدق بها، ويزعم أن في ذلك أجرًا، وهذا لا أصل له.

فإن الأصل في لقط الحصى أن الحاج هو الذي يلقط حصاه، هذا عبادة، يلقط حصاه هو، أو يأمر من يلقط له؛ كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن العباس رضي الله عنهما ليلقط له الحصى.

أما أن تأتي شركات ومقاولون، ويتعهدون بإحضار الحصى للحجاج، ويجعلونها في أكياس، ويوزعونها على الحجاج، فهذا من التكلف الذي ما أنزل الله سبحانه وتعالى به من سلطان، ونخشى أن يتطور في الأمر هذا، فلا يفتح هذا الباب.

ثم إن هذا الحصى الذي ترمي به الجمرات، لا يؤتى به من خارج الحرم، إنما يكون من حصى الحرم، فلا يؤتى به من هنا وهناك، ويقال: إن كله حصى. لا. بل يؤخذ من حصى الحرم خاصة.

ولا التقطها بالليل، الآن أول شيء يبدأ به الحجاج عند الوصول إلى المزدلفة هو التقاط الحصى، الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعل هذا، ولم يلتقطها بالليل.


الشرح