فالتقط
له سبعًا من حصى الخذف.
فجعل
ينفضهن في كفه ويقول: «أَمْثَالَ هَؤُلاَءِ، فَارْمُوا، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ
فِي الدِّينِ؛ فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ»
([1]).
****
قوله: «حصى الخذف»،
هذه صفة حجم الحصى، الحصى قدر ما يخذف به على الأصابع، فلا يكون كبيرًا، ولا يكون
صغيرًا جدًا، بل ينبغي أن يكون بقدر ما يخذف على الأصابع، قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: «أَمْثَالَ هَؤُلاَءِ، فَارْمُوا»؛ أي: أمثال حصى الخذف. ثم
قال: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّهُ
أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ» ([2])؛ لئلا يقول أحد: إن
هذه الحصى صغار، ولا تعمل شيئًا، ويظنون أن هذا لرجم الشيطان، وأن الحصى الصغير لا
تضر الشيطان، لذلك يلتقطون حصى كبارًا، يريدون -بزعمهم- قتل الشيطان، وبعضهم يرجمه
بالأحذية أو بالخفاف، هذا كله جهل؛ هذه عبادة، لا يجوز لأحد أن يتدخل فيها، بل
يتحرى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك.
لئلا يقول أحد: هذه
صغار، سألتقط حصى كبارًا، هذا من الغلو في الدين؛ زيادة.
الغلو وهو الزيادة على ما شرعه الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
([1])أخرجه: النسائي رقم (3057)، وابن ماجه رقم (3029)، وأحمد رقم (1851).