وهذه كانت عادته في المواضع التي
نزل بها بأس الله بأعدائه؛ فإن هناك أصاب أصحاب الفيل ما قص الله.
ولذلك
سمي ذلك وادي محسر؛ لأن الفيل حسر فيه،
****
آثار، هذه آثار حضارة، ويفخم من شأنها، وتكون
مزارًا. فلا يجوز هذا، بل يجب أن تهجر، ويُسرع في اجتيازها، ولا يدخلها إلا من كان
باكيًا، خائفًا من أن يصيبه مثل ما أصابهم، هذه هي سنته صلى الله عليه وسلم في مواطن
العذاب، التي نزل فيها عذاب: في محسِّر، وفي ديار ثمود.
يقول العلماء: إن
وادي محسِّر قدر رمية حجر.
ما قص الله سبحانه
وتعالى عنه في سورة الفيل؛ عبرة للمعتبرين إلى يوم القيامة، وأنت تقرأ هذه السورة
ينبغي عليك أن تعتبر.
الفيل حُسر فيه؛ أي:
أُعيي عن المشي، لما وصل إلى هذا المكان، برك، وكلما حاولوا أن يقيموه، أبى، إذا
وجهوه إلى الكعبة، أبي، وأما إذا وجهوه إلى غيرها، هرول وأسرع، حبسه الله عز وجل،
حبس الفيل، هم جاؤوا به من أجل أن يهدموا به الكعبة المشرفة، أتى به أبرهة بأمر
ملك الحبشة، أبرهة ملك اليمن أمره ملك الحبشة أن يذهب إلى مكة، وأن يهدم الكعبة،
والله جل وعلا حمى بيته منه، وهكذا كل من أراد هذا البيت بسوء، فإن الله جل وعلا
يذيبه في العذاب؛ كما يذوب الملح في الماء.
قال تعالى: ﴿وَمَن يُرِدۡ فِيهِ بِإِلۡحَادِۢ بِظُلۡمٖ نُّذِقۡهُ مِنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ﴾ [الحج: 25]. إذا نوى مجرد نية لقوله تعالى: ﴿يُرِدۡ﴾ فكيف إذا نفذ، والعياذ بالله؟!!!