×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وفيه دليل على أن النحر لا يختص بمنى، بل حيث نحر من فجاج مكة أجزأه؛ بقوله صلى الله عليه وسلم: «وَقَفْتُ هَا هُنَا، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ» ([1]).

وسئل أن يُبنى له بمنى مظلة من الحر، فقال: «لاَ، مِنًى مُنَاخُ مَنْ سَبَقَ إِلَيْهِ» ([2]).

****

  قال صلى الله عليه وسلم في عرفة: «وَقَفْتُ هَا هُنَا، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ»؛ أي: عند الجبل.

وقال صلى الله عليه وسلم: «عَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَارْتَفِعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ» ([3]).

وقال في المزدلفة: «وَوَقَفْتُ هَاهُنَا، وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ» ([4]). فقال «وَجَمْعٌ»؛ أي: المزدلفة.

وقال في النحر: «قَدْ نَحَرْتُ هَاهُنَا، وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ» ([5])، «وَكُلُّ فِجَاجِ مَكَّةَ طَرِيقٌ وَمَنْحَرٌ» ([6]).

فالرسول صلى الله عليه وسلم يريد أن يبين للناس توسعة في هذا الأمر؛ لئلا يتزاحموا ويتضايقوا.

سئل صلى الله عليه وسلم: هل يبنى له؟ يقام له مِظَلة في منى؛ ليستظلوا بها؛ لأنه حج في وقت الحر، فمنعهم من ذلك، وقال: «مِنًى مُنَاخُ مَنْ


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1218).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (2019)، والترمذي رقم (881)، وابن ماجه رقم (3006).

([3])أخرجه: أحمد رقم (11005)، والطبراني في الكبير رقم (11231).

([4])أخرجه: مسلم رقم (1218).

([5])أخرجه: مسلم رقم (1218).

([6])أخرجه: أبو داود رقم (1937)، وابن ماجه رقم (3048)، وأحمد رقم (14498).