وفيه
دليل على أن النحر لا يختص بمنى، بل حيث نحر من فجاج مكة أجزأه؛ بقوله صلى الله
عليه وسلم: «وَقَفْتُ هَا هُنَا، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ» ([1]).
وسئل
أن يُبنى له بمنى مظلة من الحر، فقال: «لاَ، مِنًى مُنَاخُ مَنْ سَبَقَ إِلَيْهِ» ([2]).
****
قال صلى الله عليه وسلم في عرفة: «وَقَفْتُ
هَا هُنَا، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ»؛ أي: عند الجبل.
وقال صلى الله عليه
وسلم: «عَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَارْتَفِعُوا عَنْ بَطْنِ عُرَنَةَ» ([3]).
وقال في المزدلفة: «وَوَقَفْتُ
هَاهُنَا، وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ» ([4]). فقال «وَجَمْعٌ»؛
أي: المزدلفة.
وقال في النحر: «قَدْ
نَحَرْتُ هَاهُنَا، وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ» ([5])، «وَكُلُّ
فِجَاجِ مَكَّةَ طَرِيقٌ وَمَنْحَرٌ» ([6]).
فالرسول صلى الله
عليه وسلم يريد أن يبين للناس توسعة في هذا الأمر؛ لئلا يتزاحموا ويتضايقوا.
سئل صلى الله عليه وسلم: هل يبنى له؟ يقام له مِظَلة في منى؛ ليستظلوا بها؛ لأنه حج في وقت الحر، فمنعهم من ذلك، وقال: «مِنًى مُنَاخُ مَنْ
([1])أخرجه: مسلم رقم (1218).