×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

 سَبَقَ إِلَيْهِ»، لا مزية لبعضهم على بعض، لا لأمير ولا لغيره، ولا لغني ولا لفقير، وإنما من سبق إلى مكان في منى، فإنه أحق به؛ مثل: المسجد؛ فمن دخل المسجد، وجلس في مكان، فهو أحق به، ولا يجوز أن يخصص مكان لأمير، أو لرئيس، أو لغني، أو لعالم؛ لأن الناس كلهم سواء؛ قال تعالى: ﴿وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ ٱلَّذِي جَعَلۡنَٰهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً ٱلۡعَٰكِفُ فِيهِ وَٱلۡبَادِۚ وَمَن يُرِدۡ فِيهِ بِإِلۡحَادِۢ بِظُلۡمٖ نُّذِقۡهُ مِنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ [الحج: 25]، ليت الناس أخذوا هذا الحكم الشرعي، فلم تحصل المشاحة، أو يختص بأمكنة منى أناس معينون، وأما الباقون، فلا يجدون مكانًا، فيضطرون للنزول خارج منى. فلو أن الناس عملوا بالسنة، وكل يأخذ قدر نصيبه فقط، وينزل حيث أدرك من منى، لما حصل هذا الزحام، واختص بمنى ذوي الهيئات والمكانة في الناس، والفقراء يخرجون في العزيزية، أو في المزدلفة، أو خارج منى، هذا ظلم للناس؛ لذا يجب على ولاة الأمور أن ينظروا في هذا.

والآن صارت تقطع هذه الخيام لأناس مرتزقة فيؤجرونها على الناس، حتى إن بعضها ليصل إلى عشرات الآلاف في الأجرة، هل هذه عبادة؟ !! هذا لا يجوز.

الحاج لم يأت ليترفه، وليباهي، وإنما جاء من أجل أن يحج ويتعبد، ويتواضع لله عز وجل، ويوسع لإخوانه، هذا هو الواجب.

أما تصرفات الناس اليوم، فهي تخيف من نزول العقوبة بهم؛ لذا يجب أن ينشر هذا في الناس، ويُبين لهم هذا الظلم، وهذا التحجر لأماكن منى.


الشرح