×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وفيه دليل على اشتراك المسلمين فيها،

****

يطارد الضعفاء، ويخرجون من منى، بينما تجد الأقوياء عندهم مخيمات كبيرة، وساحات، واستراحات، فهل هذا الفعل ينفعهم عند الله سبحانه وتعالى ؟! هم جاءوا من أجل العبادة، ولم يأتوا للمباهاة، ولم يأتوا للنزهة، ولم يأتوا للترفه، بل جاءوا شعثًا غبرًا؛ من أجل العبادة، فيكفيه ما ينزل فيه، وينام فيه، ويستظل فيه من منى، وإذا كان معه رفقة، فإنه يأخذ بعددهم فقط، وما زاد، فهو ظلم، والتأجير حرام، أنت لو أجرت في المسجد، هل يجوز هذا؟ لا يجوز هذا؛ منى مثل المسجد، فهي مسجد؛ قال تعالى: ﴿وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ ٱلَّذِي جَعَلۡنَٰهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً [الحج: 25]، فالمسجد الحرام عام لكل الحرم، عام للمشاعر، فلا يجوز هذا العمل، ويجب التنبه لهذا، واستدراك الأمر قبل أن يصير عادة مطردة، ويعيش عليها الناس، ثم تصبح منى لأشخاص مخصوصين، ويتوارثونها، ويحرم الحجاج.

ورسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أفضل الخلق رفض أن يتخذ له مكانًا خاصًّا، ويبنى له بناء دون غيره، رفض هذا، وهو سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، ونزل في منى مثل نزول الناس، ولم يتميز بشيء صلى الله عليه وسلم.

قوله: «على اشتراك المسلمين فيها»؛ أي: في منى، لا مزية لأحد على أحد بالسبق، وإذا سبق، فإنه يأخذ قدر حاجته، ويترك الباقي للآخرين.


الشرح