وأن
من سبق إلى مكان، فهو أحق به حتى يرتحل عنه، ولا يملك بذلك.
فلما
أكمل نحره صلى الله عليه وسلم استدعى بالحلاق، فحلق رأسه،
****
من سبق إلى مكان من الحجاج، سواء كان من
الأغنياء أو من الفقراء، أو من الكبار أو الصغار، المهم السبق، فمن سبق إلى مكان،
فهو أحق به من غيره، حتى يرحل، حتى يُنهي مناسكه، ويرحل، ولا يقال له: تنزل اليوم،
وترحل غدًا. لا، وإنما يبقى حتى ينهي مناسكه.
لا ملكية لأحد في
منى، ولا في مزدلفة، ولا في عرفة، لا ملكية لأحد، وإنما هي منزل في وقت محدد، ثم
يرحلون منها، وإذا جاء من العام القادم، فإنه ينزل حيث تيسر له ذلك، ولا يقال: إنه
قد نزل في المكان كذا من العام الماضي، ويخصص له. هذا لا يجوز، فهذا من الظلم، بل
من أعظم الظلم؛ قال تعالى: ﴿وَمَن يُرِدۡ فِيهِ بِإِلۡحَادِۢ بِظُلۡمٖ نُّذِقۡهُ مِنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ﴾ [الحج: 25]. يظلم الناس، يظلم الحجاج، يضايقهم، يطردهم.
لما أكمل نحره -كما
سبق-، نحر مائة بدنة، فإنه صلى الله عليه وسلم استدعى؛ أي: طلب الحلاق؛ لأن الحلق
يكون بعد النحر، هذا هو الأفضل.
أولاً: رمي الجمرة، ثم نحر الهدي، ثم الحلق، ثم الإفاضة إلى مكة، فهذه أربعة أشياء تفعل في يوم العيد، ولذلك سمي يوم الحج