×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وعلمهم مناسكهم، وأنزل المهاجرين والأنصار منازلهم، وأمر الناس أن لا يرجعوا بعده كفارًا يضرب بعضهم رقاب بعض.

****

أنزلهم في منى.

لا يتقاتلون فيما بينهم؛ لأن هذا كفر، وليس الكفر المخرج من الملة، بل هو الكفر الأصغر، فقتل المسلم كفر؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» ([1])، فهو كفر، نوع من الكفر -والعياذ بالله-، لكنه لا يخرج من الملة، بل هو كبيرة من كبائر الذنوب؛ قال تعالى: ﴿وَمَن يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدٗا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمٗا [النساء: 93]

ثم قال جل وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا ضَرَبۡتُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلَا تَقُولُواْ لِمَنۡ أَلۡقَىٰٓ إِلَيۡكُمُ ٱلسَّلَٰمَ لَسۡتَ مُؤۡمِنٗا [النساء: 94].

يجب أن نتثبت؛ فالذي يقول: «لا إله إلا الله» نكف عنه؛ حتى يتبين منه ما يناقضها؛ فيحكم بردته، أما أن نقول: إنه ليس بصادق. فهذا لا يجوز.

ولما قتل أسامة رضي الله عنه رجلاً بعدما قال: «لا إله إلا الله» عنفه الرسول صلى الله عليه وسلم، ووبخه أشد التوبيخ: «أَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَقَتَلْتَهُ؟» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا قَالَهَا خَوْفًا مِنَ السِّلاَحِ، قَالَ: «أَفَلاَ شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالَهَا أَمْ لاَ؟» ([2])، فلا يجوز للإنسان


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (48)، ومسلم رقم (64).

([2])أخرجه: البخاري رقم (4269)، ومسلم رقم (96).