×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وأمر صلى الله عليه وسلم بالتبليغ عنه، وأخبر أنه «رُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ» ([1]).

****

 أن يتسرع في مثل هذه الأمور، بل يكل الأمور إلى الله سبحانه وتعالى، ونحن ليس لنا إلا بالظواهر، وأما البواطن، فلا يطلع عليها إلا الله سبحانه وتعالى.

فمن ظهر منه ما يقتضي الردة، حكمنا عليه بالردة، ومن لم يظهر منه شيء، فإننا نحسن الظن به، ولا نتدخل في نيته.

والرسول صلى الله عليه وسلم قبل من المنافقين إسلامهم، وقولهم: «لا إله إلا الله، محمد رسول الله»، قبل ذلك منهم، وترك سرائرهم إلى الله سبحانه وتعالى، وهم منافقون.

أمر النبي صلى الله عليه وسلم من حضر عنده أن يبلغوا غيرهم ما سمعوه منه صلى الله عليه وسلم، وهذا يشمل كل ما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فإنه يجب تبليغه للناس.

والتبليغ على نوعين:

النوع الأول: تبليغ النصوص: تعليم القرآن والسنة، تحفيظ الناس نصوص الكتاب والسنة، قراءتها عليهم، هذا تبليغ النصوص.

النوع الثاني: تبليغ المعاني: تفسير القرآن، وتفسير النصوص، وهذا لا يكون إلا لأهل العلم، لا يكون إلا للعلماء.

وأما النوع الأول -تبليغ النصوص-، فإن كل من حفظ نصًّا من القرآن والسنة يبلغه كما حفظه، وكما تلقاه للناس؛ فربما يكون الذي


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1741)، ومسلم رقم (1679).