وقال
صلى الله عليه وسلم في خطبته: «لاَ يَجْنِي جَانٍ إِلاَّ عَلَى نَفْسِهِ» ([1]).
وأنزل
المهاجرين عن يمين القبلة، والأنصار عن يسارها، والناس حولهم، وفتح الله له أسماع
الناس، حتى سمعه أهل منى في منازلهم.
****
بلغته أفقه منك؛ أنت
تحمل نصوصًا، لكن لا تفهمها، فإذا بلغتها لغيرك، ربما يكون فيهم من هم أفقه منك في
معانيها؛ «رب مُبَلِّغ أوعى من سامع».
من جملة ما قاله صلى
الله عليه وسلم في خطبته هذه: «لا يجني جانٍ إلا على نفسه»؛ لا أحد يؤاخذ
بذنب الآخر، قال تعالى: ﴿وَلَا
تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ﴾ [الأنعام: 164].
وقد كانوا في
الجاهلية يأخذون البريء بجريرة الجاني، أبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في
هذا الموقف؛ وقال: «ألا لا يجني جانٍ إلا على نفسه»، وهذا معنى قوله تعالى:
﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ
وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ﴾ [الأنعام: 164].
هذا معنى ما سبق أنه
«أنزل المهاجرين والأنصار منازلهم».
وبقية الناس من
القبائل حول المهاجرين والأنصار، لكن المهاجرين والأنصار مقدمون على غيرهم بفضلهم.
كان صلى الله عليه وسلم يخطب على راحلته، وكان صوته يبلغ الناس في منازلهم في منى؛ فالله جل وعلا بلغ صوت رسوله صلى الله عليه وسلم للناس، فتح أسماعهم
([1])أخرجه: الترمذي رقم (3087)، وابن ماجه رقم (2669)، وأحمد رقم (16064).