×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وقال في خطبته تلك: «اعْبُدُوا رَبَّكُمْ، وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ، تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ» ([1]).

وودع حينئذ الناس، فقالوا: حجة الوداع.

****

 له؛ ليبلغهم ذلك، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم، لم يكن عنده ميكروفون أو إذاعة أو شيء، ومع ذلك يسمعه الناس في منى.

أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الضرورات:

أولاً: «اعْبُدُوا رَبَّكُمْ»، هذا التوحيد، «لا إله إلا الله».

ثانيًا: «وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ»، هذا الركن الثاني من أركان الإسلام.

ثالثًا: «وَصُومُوا شَهْرَكُمْ»؛ أي: شهر رمضان، وهذا الركن الرابع من أركان الإسلام.

رابعًا: «وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ»؛ أي: صاحب أمركم، أي: ولي أمركم، وهو السلطان أو نائبه.

قوله: «تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ»، فمن فعل هذه الأشياء، دخل الجنة، هذا وعد كريم من الله سبحانه وتعالى.

ودع صلى الله عليه وسلم الناس بقوله: «لعَلِّي لاَ أَلْقَاكُمْ بَعْدَ عامي هَذَا» ([2])، وسميت حجة الوداع بسبب ذلك؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يحج بعد البعثة إلا هذه الحجة فقط، وأما العمر، فقد سبق أنه قد اعتمر أربع مرات.


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (616)، وأحمد رقم (22161)، والحاكم رقم (19).

([2])أخرجه: الدارمي رقم (233).