×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

ثم انصرف صلى الله عليه وسلم إلى المنحر بمنى، فنحر ثلاثًا وستين بدنة بيده ([1]).

وكان ينحرها قائمة معقولة يدها اليسرى ([2]).

****

بعدما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من خطبته، انصرف إلى المنحر، محل الذبح في منى، ذبح الهدي، ويجوز أن يذبح في داخل الحرم، في فجاج مكة، فلا بأس بذلك، في مكة نفسها، كل مكان داخل الحرم، فهو محل للذبح؛ كما قال تعالى: ﴿ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَى ٱلۡبَيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ [الحج: 33]. وكل الحرم من البيت العتيق.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ فِجَاجِ مَكَّةَ طَرِيقٌ وَمَنْحَرٌ» ([3])، وهذا توسيع على الناس، فلا يتعين ذبح الهدي في منى، لكن هذا هو الأولى والأفضل إن تيسر ذلك، ولكن إن ذبحته في مكة أو في داخل الحرم، فلا بأس.

كان معه صلى الله عليه وسلم مائة من الإبل أهداها، وذبح منها بيده الكريمة ثلاثًا وستين بدنة، ووكل عليًّا رضي الله عنه في نحر الباقي.

قالوا: إن هذا فيه إشارة إلى عمره صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه عاش ثلاثًا وستين سنة، وقد نحر ثلاثًا وستين بدنة.

هذه هي السنة في نحر الإبل؛ أن تكون قائمة على قوائمها الأربعة، وتعقل يدها اليسرى، ويطعنها بالحربة في نحرها، وهي قائمة.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1218).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (1767).

([3])أخرجه: أبو داود رقم (1937)، وابن ماجه رقم (3048)، وأحمد رقم (14498).