وهذا
محال أن يكون يوم النحر، فهو طواف الوداع بلا ريب.
فظهر
أنه صلى الله عليه وسلم صلى الصبح يومئذ بمكة، وسمعته أم سلمة رضي الله عنها يقرأ
بالطور ([1]).
ثم
ارتحل صلى الله عليه وسلم راجعًا إلى المدينة، فَلَمَّا كَانَ بِالرَّوْحَاءِ
لَقِيَ رَكْبًا، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ: «مَنِ الْقَوْمُ؟» فَقَالُوا:
الْمُسْلِمُونَ، قَالُوا: فَمَنِ الْقَوْمُ؟ فَقَالَ: «رَسُولُ اللهِ صلى الله
عليه وسلم »، فَرَفَعَتْ لَهُ امْرَأَةٌ صَبِيًّا لَهَا فِي مِحَفَّةٍ، فَقَالَتْ:
يَا رَسُولَ اللهِ، أَلِهَذَا حَجٌّ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ» ([2]).
****
الطواف الذي طافته
وراء المصلين على راحلتها لاشك أنه طواف الوداع، وليس طواف الإفاضة.
على هذه الرواية.
على هذه الرواية أنه
صلى الله عليه وسلم صلى الفجر في مكة، والرواية الأولى أنه طاف للوداع آخر الليل،
خرج، وصلى بالمحصب.
وهذا فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتميز عن أصحابه، ولا يعرف من بينهم صلى الله عليه وسلم، فلذلك قالوا: فمن القوم؟ فقال: «رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ».
([1])أخرجه: البخاري رقم (464)، ومسلم رقم (1276).