ومن هديه صلى الله عليه وسلم أن
الشاة تجزئ عن الرجل وعن أهل بيته ([1]).
****
لأنها تدرك، فلا تجعلها ترى السكين، أخفها عنها،
ولا تظهرها لها، فهذا من الإحسان، سواء في الأضحية، أو في الهدي، أو العقيقة، أو
في ذبائح الأكل، كل ذبح فإنه يحسن فيه؛ «فَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا
الذَّبْحَة».
وقوله: «وَإِذَا
قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ»؛ من يستحق القتل بحد أو قصاص، أو الكافر
الذي يحل قتله، فلا تعذبه، بل أحسن القتل، أجهز عليه بسرعة، ولا تعذبه بالقتل.
قوله: «وَإِذَا
قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ»، فالذي يستحق القتل لا يعذب بالقتل،
وتفعل معه أعمال فيها إساءة إليه، بل يبادر بقتله وبآلة حادة، وبأسرع ما يمكن، ولا
يقال بأن هذا مستحق للقتل، وليس له حرمة، لا. عليك أن تحسن القتل.
فالإحسان يجب مع
البهائم التي يراد ذبحها، وأيضًا مع القتيل الذي يستحق القتل، يحسن إليه.
هذا ما تجزئ عنه الأضحية: فإذا كانت شاة ضأنًا أو ماعزًا، فإنها تجزئ عن الرجل وأهل بيته، ولا يذبح كل واحد منهم أضحية خاصة به، لا. تجزئ عنهم جميعًا شاة واحدة، ولو كانوا كثيرين، تجزئ عنهم الشاة الواحدة.
([1])أخرجه: الترمذي رقم (1505)، وابن ماجه رقم (3147).