فإنه
لم يكن يدع الأضحية.
وكان
يضحي بكبشين ينحرهما بعد الصلاة ([1])،
****
وقال له: ﴿وَنَٰدَيۡنَٰهُ أَن
يَٰٓإِبۡرَٰهِيمُ ١٠٤ قَدۡ صَدَّقۡتَ
ٱلرُّءۡيَآۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ [الصافات: 104،
105] ؛ أي: حصل المطلوب، المقصود من الأمر بالذبح.
ففداه الله جل وعلا
بذبح عظيم؛ قال تعالى: ﴿وَفَدَيۡنَٰهُ﴾ [الصافات: 107] ؛
أي: فدينا إسماعيل عليه السلام ﴿بِذِبۡحٍ عَظِيمٖ﴾ [الصافات: 107]
قيل: إنه قد جيء
بكبش من الجنة -والله أعلم-، المهم أن الله عز وجل فداه بكبش عظيم، فذبحه عليه
السلام، فصار بذلك سنة في ذريته، ذبح الأضاحي في يوم العيد من سنة إبراهيم صلى
الله عليه وسلم، وقد فعلها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فضحي؛ كما سيأتي بيانه.
فالأضحية من سنة
الخليلين: محمد وإبراهيم؛ فيتأكد إحياء هذه الشعيرة، بل إنه عند بعض العلماء يجب
ذلك، هذا هو أصل الأضحية.
لم يكن صلى الله
عليه وسلم يدع الأضحية، بل كان يضحي كل سنة، فهذا يدل على تأكيد الأضحية، حتى لو
استدان واشترى وذبحها، كان ذلك أفضل من تركها، حتى الولي على القاصرين، إذا كان
لهم مال يتولاه، فإنه من الإحسان إلى القاصرين أن يضحي عنهما من مالهما؛ يأخذ من
مالها، ويشتري الأضحية، ويذبحها عنهما.
يجوز الأضحية بالغنم: المعز والضأن، ويجوز بالبقر، ويجوز بالإبل، وأفضلها الغنم.
([1])أخرجه: البخاري رقم (5565)، ومسلم رقم (1966).