وندب
صلى الله عليه وسلم جماعة إلى حلب شاة، فَقَامَ رَجُلٌ يَحْلِبهَا، فَقَالَ: «مَا
اسْمُكَ؟» فَقَالَ: مُرَّةُ، فَقَالَ: «اجْلِسْ»، فَقَامَ آخر، فَقَالَ: «مَا
اسْمُكَ؟»، قَالَ: أَظنه حَرْبٌ، فَقَالَ: «اجْلِسْ»، فَقَامَ آخر، فَقَالَ: «مَا
اسْمُكَ؟»، فَقَالَ: يَعِيشُ، قَالَ: «احْلِبهَا» ([1]).
****
المسلمين، وقد قال الله تعالى: ﴿وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ
شَيۡٔٗا وَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ﴾ [البقرة: 216]، إلا أبا بكر
الصديق رضي الله عنه، فإنه مطمئن؛ لأن الذي يقتنع به رسول الله صلى الله عليه وسلم
هو خير للمسلمين، وأن عليهم التسليم للرسول والانقياد، فهو مطمئن رضي الله عنه،
ولم يصبه ما أصاب غيره من كراهية هذا الصلح ([2]).
كره رسول الله صلى
الله عليه وسلم اسم «مرة»؛ لأنه من المرارة.
قوله: «قَالَ: أَظنه
حَرْبٌ، فَقَالَ: «اجْلِسْ»»؛ لأن الحرب مكروهة.
قوله: «فَقَالَ: يَعِيشُ،
قَالَ: «احْلِبهَا»»، هذا اسم طيب، «يَعِيشُ» من العيش، تفاءل بذلك
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «احْلِبهَا».
فدل على أنه يحب الأسماء الحسنة، ويكره الأسماء السيئة، وإن كان هذا لا يغير من القدر شيئًا، لكنه من القدر؛ فهو يجري على القدر؛ إذ ليس هناك شيء لا يجري على قدر أبدًا، كل شيء بقدر.
([1])أخرجه: مالك رقم (2/ 973).