وكان
صلى الله عليه وسلم يكره الأمكنة المنكرة الأسماء، وكان يكره العبور فيها، كما مر
في بعض غزواته بين جبلين، فسأل عن اسميهما، فقالوا: فاضح ومخز، فعدل عنهما.
ولما
كان بين الأسماء والمسميات من الارتباط والتناسب والقرابة ما بين قوالب الأشياء
وحقائقها، وما بين الأرواح والأجسام عبر العقل من كل منهما إلى الآخر؛ كما كان
إياس بن معاوية رحمه الله وغيره يرى الشخص، فيقول: ينبغي أن يكون اسمه كيت وكيت،
فلا يكاد يخطئ.
****
كذلك كما كان صلى
الله عليه وسلم يكره أسماء الأشخاص كان يكره أسماء البقاع أيضًا؛ مثلما مر بشعب
الضلالة، فسماه شعب الهداية.
قوله: «وكان يكره
العبور فيها»؛ أي: في هذه الأمكنة، التي أسماؤها مستكرهة.
اسم أحد الجبلين: فاضح، واسم الجبل
الآخر: مخز، كره النبي صلى الله عليه وسلم المرور بينهما، فعدل عنهما إلى طريق
آخر.
القوالب: جمع قالب، وهو
الوعاء الذي يكون فيه الشيء.
إياس بن معاوية: المشهور بالذكاء، والقاضي المشهور، كان إذا رأى الشخص، تفرس اسمه قبل أن يخبره، فقال: ينبغي أن يكون اسم هذا كذا، فتبين أنه هو اسمه؛ أي: تفرس فيه، كان إياس صاحب فراسة عظيمة.