فهو
صلى الله عليه وسلم لكثرة ما فيه من الصفات المحمودة وشرفها وفضلها على صفات غيره
أحمد.
وكذلك
تكنيته لأبي الحكم بأبي جهل ؛ كنية مطابقة لوصفه ومعناه، وهو أحق الخلق بهذه الكنية،
وكذلك تكنية الله عز وجل لعبد العزى بأبي لهب
؛
لما
كان مصيره إلى ذات لهب.
****
فالقرآن فيه اسمه:
محمد، واسمه: أحمد، وكلاهما يدل على الحمد، وعلى المعنى الحسن؛ لأن محمدًا كثير
المحامد، «محمد» معناه: كثير الخصال التي محمد عليها.
واسم «أحمد» أي:
أحمد من غيره، فهي على وزن أفعل تفضيل، فهو أكثر محامد من غيره، وهو كذلك صلى الله
عليه وسلم.
أفعل تفضيل؛ أي:
أحمد من غيره.
أبو جهل لم يكن اسمه
كذلك، ولكن كنيته «أبو الحكم»، ولكونه أشد الكفار عداوة للرسول صلى الله عليه وسلم
وللمسلمين سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جهل؛ بدلاً من أبي الحكم؛ لأن
هذا هو اللائق به.
أبو لهب لم يكن اسمه كذلك، اسمه كان عبد العزى؛ أي: عبد الصنم، والله سبحانه وتعالى كناه أبا لهب؛ كما في سورة المسد، قال تعالى: ﴿تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ ١ مَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُ مَالُهُۥ وَمَا كَسَبَ ٢ سَيَصۡلَىٰ نَارٗا ذَاتَ لَهَبٖ﴾ [المسد: 1- 3]، فهذا من اسمه، مأخوذ من اسمه أبي لهب، ﴿سَيَصۡلَىٰ نَارٗا ذَاتَ لَهَبٖ﴾ والعياذ بالله؛ لشدة عدواته للرسول صلى الله عليه وسلم، وصده عن سبيل الله، مع أنه عم الرسول صلى الله عليه وسلم،