ولما
قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، واسمها يثرب سماها طيبة؛ لما زال عنها من
معنى التثريب.
****
فلم تنفعه قرابته من الرسول صلى الله عليه وسلم.
عمه أخو أبيه، وقد أنزل الله سبحانه وتعالى فيه هذه السورة، التي فيها الذم
والوعيد له، فدل هذا على أن مجرد القرابة للرسول لا تنفع مع عدم الإيمان؛ فإذا
اجتمعت القرابة مع الإيمان، فهذا خير، ونور على نور، أما إذا وجدت القرابة -وإن
كانت أقرب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم -، وليس معها الإيمان، فهو من أهل النار،
وإن كان عم الرسول صلى الله عليه وسلم.
في سورة المسد.
كذلك من تغيير الأسماء السيئة إلى الأسماء الحسنة: المدينة؛ طيبة، طابت، هذه أسماؤها في الإسلام، أما اسمها في الجاهلية، فهو يثرب؛ من التثريب، وهو اللوم والتوبيخ؛ فهو يحمل معنى سيئًا، فالله عز وجل سماها في القرآن: المدينة، وقد سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم: طيبة وطابا؛ لأنها بلاد الهجرة، هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلاد الأنصار، أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم.