×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

أما النهي عن تسمية الغلام بيسار ونحوه، فهو لمعنى آخر أشار إليه في الحديث، وهو قوله: فَإِنَّكَ تَقُولُ: «أَثَمَّ هُوَ؟» ([1])، إلى آخره، والله أعلم هل هي من تمام الحديث أو مدرجة؟، فإن هذه الأسماء لما كانت قد توجب تطيرًا،

****

  الغلام أي المملوك، لا يسميه يسارًا ولا فَلاَحًا؛ لأنه قد يسأل: هل صلاح حاضر؟ يجيبون: لا، هل فلاح حاضر؟ فيجيبون بلا، فيصير هذا مكروهًا.

قوله: «أَثَمَّ هُوَ؟»؛ هل هو حاضر؟ يجيبون: ليس بحاضر، فيكون المعنى: ليس هناك فلاح، ولا يسار، ولا صلاح.

قوله: «أَثَمَّ هُوَ» هذه اللفظة هل هي من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، التعليل هذا من كلام الرسول؛ فيكون مرفوعًا، أو يكون مدرجًا من كلام الراوي، وهو من باب التعليل للنهي؛ فالمدرج: هو ما كان من كلام الراوي تفسيرًا للحديث.

هذا التعليل لتجنب الأسماء المكروهة؛ لأنها توجب تطيرًا وتشاؤمًا، التطير والتشاؤم منهي عنهما في الإسلام، وهما من الشرك، بخلاف الأسماء الحسنة؛ فإنها تحدث سرورًا وفألاً حسنًا، وهذا مطلوب.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (2137).