×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، وَإِنَّا لَفِي جَلْجَتِنَا، فَلَمْ يَزَلْ يُكْنَى بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ حَتَّى هَلَكَ» ([1]).

ونهى صلى الله عليه وسلم عن تسمية العنب كرمًا، وقال: «الكَرْمُ قَلْبُ المُؤْمِنِ» ([2]). وهذا لأن هذه اللفظة تدل على كثرة الخير والمنافع.

****

أي: نحن لسنا مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فالرسول قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأما نحن، فلا ندري أيغفر لنا أم لا يغفر لنا؟

في سياق بيان الشيخ رحمه الله في الألفاظ التي نُهِيَ عن استعمالها في غير موضعها، من ذلك تسمية العنب كرمًا، فيسمى بالعنب؛ لأن الْكَرْمَ هو قلب المؤمن، وهذا اللفظ فيه مدح لقلب المؤمن؛ فلا يوضع هذا اللفظ على العنب، فالعنب إنما هو شجر، والله سماه في القرآن «أعنابًا»؛ وسماه عِنَبًا.

فدائمًا المسلم يحرص على الألفاظ الشرعية، ويتمسك بها؛ لأن لها دلالات طيبة.

وهذا ليس في العنب، كثرة الخير والمنافع إنما هذا في قلب المؤمن، وأما العنب، فهو شجر طيب، له ثمر يستفاد منه، ولكن يسمى باسمه.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (4963).

([2])أخرجه: البخاري رقم (6183)، ومسلم رقم (2247).