×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الأول

وقال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَغْلِبَنَّكُمُ الأَْعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاَتِكُمْ، أَلاَ وَإِنَّهَا الْعِشَاءُ، وَإِنَّهُمْ يُسَمُّونَهَا الْعَتَمَةَ» ([1]).

وقال صلى الله عليه وسلم: «لَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا» ([2]).

****

كذلك صلاة العشاء؛ الله جل وعلا سماها العشاء، قال تعالى: ﴿بَعۡدِ صَلَوٰةِ ٱلۡعِشَآءِۚ [النور: 58] ؛ أي: العشاء الآخر، فتسمى بهذا الاسم.

والأعراب يسمونها العتمة، فكونها تسمى بالاسم الشرعي «العشاء» هذا أحسن، وليس هناك مانع من أن تسمى بالعتمة -أيضًا- ؛ لأنه قد جاء في بعض الأحاديث تسميتها بالعتمة، ولكن هذا أولى.

هو صلى الله عليه وسلم سماها العتمة في هذا الحديث، لكنه يقول صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَغْلِبَنَّكُمُ الأَْعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاَتِكُمْ» ([3])؛ أي: فتهجروا اسم العشاء.

فالمراد من استعمال «العتمة» الاستعمال الذي يهجر معه اسم العشاء، وأما إذا لم يهجر، فلا مانع من ذلك.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (644).

([2])أخرجه: البخاري رقم (615)، ومسلم رقم (437).

([3])أخرجه: مسلم رقم (644).