وبدأ
في العيد بالصلاة ثم النحر، وبدأ صلى الله عليه وسلم في أعضاء الوضوء بالوجه، ثم
اليدين، ثم الرأس، ثم الرجلين.
****
كذلك من الآداب الشرعية أن يُبدأ بما بدأ الله
سبحانه وتعالى به، وبدأ به رسوله صلى الله عليه وسلم وفي العبادات، فما قدمه الله
عز وجل ورسوله في الذكر يقدم في الفعل، ومما قدمه الرسول صلى الله عليه وسلم تقديم
صلاة العيد على الخطبة، فينبغي المحافظة على هذا، تُقدم صلاة العيد على الخطبة،
بعكس الجمعة؛ تقدم الخطبة على الصلاة، فالعيد يفعل فيه ما فعله الرسول صلى الله
عليه وسلم فيه، ولهذا أنكر العلماء على بعض ولاة بني أمية لما قدموا خطبة العيد
على الصلاة، أنكروا عليه.
لأن الله سبحانه
وتعالى بدأ بذلك، فقال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ
وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ وَٱمۡسَحُواْ بِرُءُوسِكُمۡ وَأَرۡجُلَكُمۡ
إِلَى ٱلۡكَعۡبَيۡنِۚ﴾ [المائدة: 6].
والرسول صلى الله عليه وسلم عندما توضأ بدأ بالوجه، ثم اليدين، ثم الرأس، ثم الرجلين؛ تمشيًا مع الآية الكريمة، وقال: «أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللهُ بِهِ» ([1])، وفي رواية قال: «ابْدَءُوا بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ» ([2]).