وغير
اسم أبي الحكم بأبي شريح، وغير اسم أَصْرَمُ بِزُرْعَة ([1])،
وغير اسم حزن جد ابن المسيب، بسهل، فأبى، وقال: «السَّهْلُ يُوطَأُ وَيُمْتَهَنُ» ([2]).
****
نهى الله سبحانه وتعالى عنها؛ قال تعالى: ﴿فَلَا تُزَكُّوٓاْ
أَنفُسَكُمۡۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰٓ﴾ [النجم: 32]، وقال
تعالى: ﴿أَلَمۡ
تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمۚ بَلِ ٱللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ﴾ [النساء: 49]،
فالإنسان لا يزكي نفسه، ولا يسمى باسم فيه تزكية.
كما سبق جاء رجل
يكنونه بأبي الحكم، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «إِنَّ اللَّهَ
هُوَ الْحَكَمُ، وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ»، استنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذه الكنية. فقال: «إِنَّ قَوْمِي إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَتَوْنِي،
فَحَكَمْتُ بَيْنَهُمْ، فَرَضِيَ كِلاَ الْفَرِيقَيْنِ». الرجل أخبر النبي صلى
الله عليه وسلم بسبب ذلك، بأنه كان يصلح بين الناس إذا تنازعوا، فيرضى كل منهم،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا أَحْسَنَ هَذَا» ([3])؛ أي: الصلح
والإصلاح بين الناس، ولكن هذه التكنية لا تجوز.
اسم «أَصْرَمُ»
غيره صلى الله عليه وسلم بِزُرْعَة، وهو من الزرع، وهو أحسن من «أَصْرَمُ»؛
لأن الصرم معناه: القطع.
كان جد سعيد بن المسيب رحمه الله إمام التابعين اسمه «حزن»، فغيره النبي صلى الله عليه وسلم، والحزن معناه المرتفع من الأرض، فغيره
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4954)، والحاكم رقم (7729)، والطبراني في الكبير رقم (523).