ولما
كانت الأسماء قوالب للمعاني، دالة عليها، اقتضت الحكمة أن يكون بينها وبينها
ارتباط وتناسب، وأن لا يكون المعنى معها بمنزلة الأجنبي المحض، فإن الحكمة تأبى
ذلك، والواقع يشهد بخلافه، بل للأسماء تأثير في المسميات،
****
هذه هي الحكمة؛ أي:
لماذا النبي صلى الله عليه وسلم غير هذه الأسماء؟ لأن الأسماء قوالب للمعاني،
فالاسم يدل على معنى: إما معنى حسن، وإما معنى سيء؛ فالأسماء التي تدل على معانٍ
سيئة غيرها النبي صلى الله عليه وسلم إلى أسماء تدل على معانٍ حسنة.
أي: يكون بين الاسم
والمسمى ارتباط؛ أي مناسبة: إما مناسبة حسنة، وإما مناسبة سيئة.
لا يكون هناك تنافر
بين الاسم والمعنى، بل تكون منسجمة.
الحكمة: هي وضع الشيء في
موضعه، فهي تأبى التنافر بين الاسم والمسمى؛ لأن هذا وضع للشيء في غير موضعه.
هذا لأن الأسماء تؤثر على المسميات، ولهذا يقال في المثل: «لكل إنسان من اسمه نصيب»، و«لا تسأل المرء عن خلائقه». فالاسم يدل على طبيعة الإنسان.