التَّعْقِـيب الأوَّل
****
قولُه في العُنوان: «السَّلَفيةُ
مرحلةٌ زَمَنيَّةٌ مُبارَكةٌ لا مَذْهَبٌ إسلامي» ا هـ.
هذا العنوانُ معناه أنَّ السَّلفَ ليس لهم مذهبٌ يُعرَفُون به، وكأنَّهم في
نظَرِه عوامٌّ عاشُوا في فترةٍ من الزَّمنِ بلا مَذْهب.
وأنَّ تفريقَ العُلماءِ بينَ مذهبِ السَّلَفِ ومذهَبِ الخَلَف تفريقٌ
خاطِئ؛ لأنَّ السَّلفَ ليس لهم مَذْهب، وعلى هذا لا معنى لقولِ الرَّسول صلى الله
عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي
وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ...» ([1]).
وقولُه لَمَّا سُئِلَ عن الفِرقةِ النَّاجِية من هي؟ قال: «هُمْ مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا
عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي» ([2])، لا مَعنى
لهذا كُلِّه؛ لأنَّ السَّلفَ ليس لهم مَذْهب.
ولعلَّ قَصْدَ الدكتور من ذلك هو الرَّدُّ على الذين يَتَمسَّكون بمذهبِ
السَّلفِ في هذا الزَّمانِ ويُخالِفون المُبتدَعة والخُرَافِيين.
***
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42).