×
تَعْقيباتٌ على كتابِ السَّلَفيَّة ليسَتْ مَذْهبًا

 التَّعقـيبُ السَّـادس والثَّلاثـون

****

في صفحة 201 حتى 212 تحدَّثَ عن الصُّوفيَّةِ وأحوالِهم وأقوالِهم وحاولَ الدِّفاعَ عنهم بكُلِّ ما أُوتِي من قُوَّة، والاعتذارَ لهم بكُلِّ ما استطاعَ من عبارةٍ حتَّى عمَّن قال منهم: «مَا في الجبَّةِ إلاَّ الله»، وعمَّن قال منهم «ما عبدْتُكَ خوفًا من نارِك ولا طمعًا في جنَّتِك» ورغْم ما تَحمِلُه هاتان العِبَارتان من كُفرٍ وضَلالٍ حاول تَأويلَهما بمَا لا داعيَ للإطالةِ بذِكرِه؛ لأنَّ هاتين العِبارتين تُنبِئانِ عن نفسِهما ولا تَقْبَلانِ التَّأويل؛ فإنَّ قولَ القائل: «ما في الجِبَّة إلا الله» صريحٌ في الحُلولِ أو الاتِّحاد، وقوله: «ما عبدْتُك خوفًا من نارِك ولا طمعًا في جنَّتِك». مُخالِفٌ لهَدْيِ الأنبياءِ جميعًا؛ حيثُ وَصَفَهم اللهُ بأنَّهم يدعونَه رغَبًا ورَهبًا، ومُخالِفٌ لصِفةِ المؤمنين الَّذين يدعون ربَّهم خوفًا وطمعًا، ولا يَعني هذا أنَّهم لا يَعبُدونه إلا من أجْلِ الخَوفِ والطَّمعِ فقط، بل هم مع ذلك يُحبُّونه حُبًّا شديدًا، ويَذَلُّون له كما قالَ تعالى: {وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِۗ} [البقرة: 165]، وقال تعالى: {فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ} [المائدة: 54]، ولا تَصِحُّ العبادةُ إلا باستكمالِ هذه الأركان: المَحبَّة، والذُّل، والخَوف، والرَّجاء.

ثُمَّ حاول الدِّفاعَ عن ابنِ عربي، وما في كتبِه من القولِ بوِحدةِ الوُجُود، ففِي هامش صفحة 104- 105 قال: «إنَّه لا يجوزُ تكفيرُه بمُوجبِ كلامِه الذي فيه الإلحادُ الصَّريحُ حتَّى يُعلمَ ما في قلبِه هل يعتقدُ ما يقولُ أو لا؟» ا هـ.


الشرح