التَّعقـيب الثَّـاني والعِشـرون
****
ما ذكره في صفحتي 111، 112 من أن من أضْفَى صفاتِ النُّبوةِ على علي بنِ
أبي طالب، وما يَعتقِدُه بعضُ المُرِيدين في أشياخِهم من العِصْمة، وما قالَه
الإمامُ الخُمِيني من أنَّ لأئِمَّتهم ما لا يبلغُه ملكٌ مُقرَّبٌ ولا نبيٌّ
مرسَل، أنَّ هذه الأمورَ تُعتبرُ شُذُوذات لا تَستوجِبُ كُفرَ أصحابِها وخروجَهم
من المِلَّة. وكرَّر ذلك أيضًا في أوَّلِ صفحة 110، وقال في هامِشِ صفحة 112
تعليقة رقم (1)، سألتُ بعضَ الإخوةِ علماء الشِّيعة الإيرانيين... إلخ.
نقول: إنَّ عدمَ تكفيرِ من يقولُ هذه المقالاتِ واعتبارَه أخًا خطأٌ واضِح؛
لأنَّها من أسبابِ الرِّدةِ الواضِحةِ، فكيف لا يُكفَّرُون بذلك. وقد فَضَّلوا
أئِمَّتَهم على الملائكةِ المُقرَّبين والأنبياءِ والمرسلين، وادَّعوا لهم العصمةَ
وأعطُوهم حقَّ التَّشريعِ كما هو موجودٌ في كُتبِهم ومقولاتِهم وهذا من أعظمِ أنواعِ
الرِّدة، فلا يجوزُ للمؤمنِ أن يُحبَّهم ويقولُ: إنَّهم إخوانُه، قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ
تُلۡقُونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَقَدۡ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ} [الممتحنة: 1].
وقال تعالى: {لَّا
تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ
حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ
أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ} [المجادلة: 22]. الآية.
***