×
تَعْقيباتٌ على كتابِ السَّلَفيَّة ليسَتْ مَذْهبًا

 التَّعقـيبُ الحادي عشـر

****

في صفحتي 53، 54 وصف الكوثري بأنَّه مُحقِّقٌ ونقَل كلامًا له ذَكَر فيه أنَّ عِدةً من أحبارِ اليهودِ ورُهبانِ النَّصارى ومُوابذة المجوسِ بَثُّوا بين أعرابِ الرُّواةِ من المسلمين أساطيرَ وأخبارًا في جانبِ اللهِ فيها تَجْسيمٌ وتَشْبيه وأنَّ المهدي أمَرَ عُلماءَ الجَدلِ من المُتكلِّمين بتَصنيفِ الكُتبِ في الرَّدِّ على المُلْحدين والزَّنادِقة ([1]) وأقاموا البَرَاهين وأزَالوا الشُّبَه وخدمُوا الدِّين.

هكذا وصَفَ الكوثري رواةَ الإسلامِ بأنَّهم أعرابٌ راجَتْ عليهم أساطيرُ اليهودِ والنَّصارى والمَجوس، وهذه الأساطيرُ في زَعْمِه هي الأخبارُ المُتضَمِّنة لأسماءِ اللهِ وصفاتِه؛ لأنَّها تُفيدُ التَّشبيهَ والتَّجسيمَ عندَه؛ وأثنى على علماءِ الكلامِ الذين رَدُّوا هذه الرِّوَاياتِ ووَصَفهم بالدِّفاعِ عن الإسلامِ والرَّد على المُلْحدين والزَّنَادقة، وأمَّا علماءُ الكتابِ والسُّنةِ فليس لهم دَورٌ عند الكوثري في الذَّبِّ عن الإسلامِ والرَّد على المَلاَحدة والزَّنَادقة، وقد نقلَ الدُّكتور كلامَه هذا مُترضِّيًا له ووَصَفه بالمُحقِّق، والله المستعان.

***


الشرح

([1])لعله يقصد بالملحدين أتباع السلف الذين يثبتون صفات الله التي هي في اعتباره أساطير وتجسيم وتشبيه.