التَّعقـيبُ السَّادس عشـر
****
في صفحة 99 ذَكَر الدُّكتور البُوطي: الأُصُول والأَحْكام التي لا مَجالَ
للاختلافِ فيها، وذكَرَ منها اليقينَ بأنَّ اللهَ عز وجل واحدٌ في ذاتِه وصفاتِه
وأفعالِه، وهذا الذي ذكَره لا يزيدُ على توحيدِ الرُّبُوبية الذي أقرَّ به
المشركون وجمهورُ الأُمَم، فالإقرارُ واليقينُ به وحدَه لا يكفي حتَّى ينضافَ إليه
توحيدُ الألوهيةِ، وهو إفرادُ اللهِ بالعبادةِ وتركُ عبادةِ ما سواه، وهذا أيضًا
أصلٌ لا مجالَ للاختلافِ فيه، وقولُه في هذه الصفحةِ في الفقرةِ رقم (4) عن صفاتِ
اللهِ إنَّها قديمةٌ قِدمَ ذاتِه - هذا ليس على إطلاقِه- إنَّما يُقالُ في صفاتِ
الذَّات، أمَّا صفاتُ الأفعالِ كالاستواءِ والنُّزولِ والخَلْقِ والرِّزقِ فهي
قديمةُ النَّوعِ حادِثةُ الآحاد، وكذا قولُه عن كلامِ الله، فهو قديمٌ ليس على
إطلاقِه؛ لأنَّه من صفاتِ الأفعالِ فهو قديمُ النَّوعِ حادِثُ الآحَادِ كغَيرِه من
صفاتِ الأفعال، وهذا التَّفصيلُ معروف عندَ أهلِ السُّنَّة والجماعة.
***