×
تَعْقيباتٌ على كتابِ السَّلَفيَّة ليسَتْ مَذْهبًا

 التَّعقـيب السَّابـع والعِشرون

****

في صفحة 146 المَقْطعِ الأخير ذكَر أنَّ من البِدعِ القولَ بفناءِ النَّار، وأنَّ ذلك داخلٌ بإجماعِ المسلمين في معنى البِدعة. وتَعْقيبُنا عليه من وَجْهين:

الوَجْه الأوَّل: أنَّه لم يحصُلْ إجماعٌ على تَخْطِئةِ القولِ بفناءِ النَّارِ وعَدِّه من البِدعِ كما زَعَم، فالمسألةُ خِلافيَّة، وإن كان الجمهورُ لا يَروْن القَوْلَ بذلك، لكنَّه لم يَتِم إجماعٌ على إنكارِه، وإنَّما هو من المسائلِ الخِلافيَّةِ التي لا يُبدَّعُ فيها.

الوَجْه الثَّاني: أنَّ الذين قالوا بفنائِها استدَلُّوا بأدِلَّةٍ من القرآنِ والسُّنة، وبقطعِ النَّظرِ عن صِحَّةِ استدلالِهم بِها أو عدمِ صِحَّته، فإنَّ هذا القولَ لا يُعتبَرُ من البِدعِ ما دام أنَّ أصحابَه يَستدِلُّون له؛ لأنَّ البِدعَ ما ليس لها دليلٌ أصلاً، غاية ما يُقالُ أنَّه قولٌ خطأٌ أو رأيٌ غيرُ صَواب، ولا يُقالُ بِدعة، وليس قَصْدي الدِّفاعُ عن هذا القَوْل، ولكن قَصْدي بيانُ أنَّه ليس بِدعة، ولا يَنطبِقُ عليه ضابطُ البِدعة، وهو من المسائلِ الخِلافيَّة.

***


الشرح