×
تَعْقيباتٌ على كتابِ السَّلَفيَّة ليسَتْ مَذْهبًا

 التَّعقـيب الرَّابـع والثَّلاثـون

****

في صفحة 193- 195، شَنَّع على الذين يُنكرُون ذكْرَ الله بالاسمِ المفردِ «الله»، ومنهم شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيْمية، فإنَّه وَجَّه إليه قذائفَ غَضَبِه، ولم يُصْغِ إلى حِجَجِ المَذكُورين، ومنها أنَّ ذكرَ اللهِ بالاسمِ المُفردِ لم يرِدْ في الكتابِ ولا في السُّنةِ ولا في هَدْي السَّلفِ الصَّالح، عِلاوَة على أنَّه لا يفيدُ شيئًا؛ لأنَّ الاسمَ المُفرَدَ لا يأتي بفائدةٍ حتَّى يتركَّبَ مع جملةٍ مفيدة، وما يَزعُمُه الدكتور أنَّ ذِكرَ اللهِ بالاسمِ المفردِ يدخل في قولِه تعالى: {وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلٗا} [الإنسان: 25]. فنحن نَسْألُه ونُريدُ منه الصِّدقَ في الجَوابِ دُون مُرَاوَغة: هل ورَدَ في سُنَّةِ من أمرَه اللهُ بهذا الأمرِ وهو الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم، أنَّه ذكَر اللهَ بالاسمِ المُفردِ؛ إذ لا شَكَّ أنَّ سُنَّتَه تُفسِّر القُرآن، أو أنَّ هذا من مُحدثَاتِ الصُّوفيَّة وفَهْمِهم السَّقِيم، وكثيرًا ما يُكرِّر الدُّكتور أنَّ المُخالِفَ في هذه المسألةِ وغيرِها لا يُضلَّل، ونحن نقولُ له: إنَّ المُخالِفَ لا يُضلَّل إذا كان لمُخَالفتِه مأخذٌ من النُّصوصِ الشَّرعية، أمَّا إذا كانت مُخالفتُه ليس لها مأخذٌ من الكِتابِ والسُّنةِ فإنَّه يُضلَّل؛ لأنَّ اللهَ تعالى يقول: {فَمَاذَا بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَٰلُۖ} [يونس: 32]. وما دَلَّ عليه كتابُ اللهِ حَق، وما خَالَفه فهو ضَلال، يُضَلَّل من قال به.

***


الشرح