×
تَعْقيباتٌ على كتابِ السَّلَفيَّة ليسَتْ مَذْهبًا

 التَّعقـيبُ الأرْبَعـون

****

في صفحة 241 قال عن سَبَب صَبرِ الإمامِ أحمدَ على تَحمُّلِ محنةِ القولِ بخَلقِ القرآن: «وإنَّما كان سَببُ المِحْنةِ التي تَعرَّضَ لها الإمامُ دونَ غيرِه هو وَرعُه الشَّديد الذي منعه أنْ يفصلَ ويُفرِّقَ بينَ اللَّفظِ والمعنى».

·       والجوابُ نقول له:

أولاً: لم يكُن الإمامُ أحمدُ وحدَه الذي تعرَّض لهذه المِحنةِ بل شارَكَه في ذلك خَلْقٌ كثيرٌ من العلماءِ منهم من قُتِل في ذلك وَمنهم من عُذِّبَ وأُوذِي، لكن يَظهَرُ أنَّ الدُّكتور لم يَقرأ التَّاريخ.

ثانيًا: ليسَ هناك تفريقٌ بين معنى القرآنِ ولفظِه، وكِلاهما كلامُ اللهِ مُنزَّلٌ غيرُ مخلوق، والتَّفريقُ بينهما بأنْ يُقال المَعنى غيرُ مَخلوقٍ واللفظُ مخلوق: هذا قولُ المُبتدِعةِ لا قولَ أهلِ السُّنةِ فالإمامُ أحمدُ لم يُفرِّقْ بينهما؛ لأنَّه كغيرِه من الأئمةِ لا يرى فرقًا بينَهما ولا يَعتقِدُ عقيدةَ الأشاعرة.

***


الشرح