التَّعقـيب الواحد
والثَّلاثـون
****
في صفحة 160 خلَطَ بين علمِ الكلامِ والفلسفة، وانتقدَ شيخُ الإسلامِ ابنِ
تيميةَ حيثُ أجازَ مناظرة المُتكلِّمين بمثلِ مُصطَلَحاتِهم مع أنَّه يُنكِر على
الغَزَالي انشغالَه بالفَلسفة، وكأنَّه لا يدري أنَّ علمَ الكلامِ غير الفلسفة،
وأنَّ بينَهما فرقًا واضحًا ([1]).
وقد انتقدَ شيخُ الإسلامِ أيضًا في صفحة 162، 163 من ناحيةِ أنَّه يحذر من
الإقبالِ على علمِ الكلامِ والمنطِق، وهو قد تَضلَّع فيهما وناظَرَ بهما.
والجوابُ عن ذلك: أنَّه رحمه الله يُحذِّر من الاشتغالِ بذلك مَن هُم على
غيرِ مستوى عِلمِيٍّ جيدٍ يُمكنهم من التَّخلصِ من أضرار علمِ الكلام؛ ولأنَّ ذلك
يَشغلُ عن تَعلُّمِ الكتابِ والسُّنة، فأيُّ انتقادٍ يُوجَّه إليه في ذلك إلا من
صاحبِ هوى وحقد، ثُمَّ إن الشَّيخَ -يرْحَمَهُ اللَّه- لا يُنكِر على من تَعَلَّم
علمَ الكلامِ والمَنْطِقِ من أجلِ الرَّدِّ على المُضَلِّلين وقتلهم بسلاحِهم
وإنَّما يُنكِر على مَن تعلَّمَها بغيرِ هذا القَصْد.
***