×
تَعْقيباتٌ على كتابِ السَّلَفيَّة ليسَتْ مَذْهبًا

 التَّعقـِـيب الرَّابـع

****

في صفحتي 13، 14 يُنكِرُ أن تتميزَ طائفةٌ من المسلمين من بينِ الفِرَق -المُختلفة المُفترِقة- وتُسمَّى بالسَّلَفية، ويقول: «لا اختلافَ بين السَّلفِ والخَلَف، ولا حواجزَ بينهم، ولا انقِسَام».

وهذا الكلامُ فيه إنكارٌ لقولِ الرَّسول صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ» ([1]).

وقوله صلى الله عليه وسلم: «وَسَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الأُْمَّةُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً؛ كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَّ وَاحِدَةً» قِيلَ: مَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «هُمْ مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي» ([2]).

فهذان الحديثان يدُلاَّن على وُجودِ الافتراقِ والانقسامِ والتَّميُّز بينَ السَّلفِ وأتباعِهم وبينَ غيرِهم.

والسَّلفُ ومن سار على نهجِهم ما زالوا يُميِّزُون أتباعَ السُّنةِ عن غيرِهم من المُبتدَعة والفِرَق الضَّالةِ ويُسمُّونهم: «أهلُ السُّنةِ والجماعةِ وأتباعِ السَّلفِ الصالح»، ومؤلَّفاتُهم مَمْلوءةٌ بذلك؛ حيثُ يرُدُّون على الفِرَقِ المخالِفةِ لفِرقةِ أهلِ السُّنَّةِ وأتباعِ السَّلَف.

والدكتور يجْحَدُ هذا ويقول: «لا اختلافَ بينَ السَّلفِ والخَلَفِ ولا حواجزَ بينَهم ولا انقسام» ا هـ.

وهذا إنكارٌ للواقعِ مُخالِفٌ لمَا أخبَرَ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم، من وجودِ الانقسامِ والافتراقِ في هذه الأُمَّةِ وأنَّه لا يبقَى على الحَقِّ منها إلا فِرقة واحدة.

***


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (3442).

([2])أخرجه: الطبراني في ((الأوسط)) رقم (4886)، والمروزي في ((السنة)) رقم (59).