وقال الإمامُ مالكُ بنُ أنس: «لا يُصلِحُ آخرَ هذه الأُمَّةِ إلاَّ ما أصلحَ
أوَّلَها» إلى غيرِ ذلك ممَّا تَضمَّنَتْه الكتبُ المؤلَّفةُ في عقائدِ
السَّلفِ والمُسمَّاة بكُتبِ السُّنة، ككتابِ السُّنةِ لعبدِ اللهِ بنِ الإمامِ
أحمد، وكتابِ السُّنة للآجري، وكتابِ السُّنة لابن أبي عاصم وغيرها تذكُر أقوالَ
السَّلفِ وتحُثُّ على الأخذِ بها.
الوَجْه الثَّاني: أنه جعلَ مسائلَ العاداتِ كالمباني والأواني والملابسِ
كمسائلِ العلمِ والعقائدِ والعباداتِ تختلِفُ باختلافِ الأزْمنةِ والأعراف، وهذا
منه جَهْلٌ أو تَلْبيس، فإنَّ الفَرْقَ في ذلك معروفٌ لأقلِّ النَّاسِ ثقافةً
وعِلمًا، كلٌّ يعرِفُ أنَّ العادات تختلف، وأمَّا العباداتُ وأحكامُ الشَّريعةِ
فهي ثابتة.
***
الصفحة 2 / 57