المقدمة
****
الحمدُ للهِ الذي أَرسلَ رسولَه بالهُدَى ودينِ الحقِّ ليُظهرَه على
الدِّينِ كُلِّه وكفَى باللهِ شَهيدًا، وأَشَهدُ أن لا إِلهَ إِلا الله وحدَه لا
شريكَ له، وأشهدُ أنَّ مُحمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وأَصحابِه
وسَلَّم.
·
وبعد:
فقد اطلعتُ على كتابٍ من تأليفِ الدكتور/ مُحمَّد سَعيد رمضَان البُوطي
بعنوان: «السَّلَفية مَرْحلةٌ زَمَنيَّةٌ
مُبارَكةٌ لا مَذهَبٌ إسْلامي».
فاستغربْتُ هذا العنوانَ لما يُوحِي به من إنْكارٍ أن يكونَ للسَّلفِ مذهبٌ
ومنهجٌ تجِبُ علينا معرفتُه والتَّمسك به، وترك المَذَاهبِ المُخالِفة له، ولمَّا
قرأْتُ الكتابَ وجدْتُ مضمونَه أغْربَ من عُنوانِه حيثُ وجدْتُه يقول فيه: «إنَّ التَّمذْهُبَ بالسَّلفيةِ بدعة»،
ويشنُّ حملةً على السَّلَفَيين.
ونحن نتساءل: هل الذي حملَه على أن يَشُنَّ هذه الحملةَ الشَّعواءَ على
السَّلفيةِ والسَّلفيين - الحملةَ التي تناولتْ حتى القُدَامى منهم، كشَيخِ
الإسلامِ ابنِ تيمية، وشيخِ الإسلامِ محمد بنِ عبد الوهاب.
هل الذي حمَلَه على ذلك كراهيتُه للبِدعِ فظَنَّ أن التَّمذْهُبَ
بالسَّلفيةِ بدعة فكرِهَه لذلك؟
كلاَّ، ليس الحامِلُ له كراهيةَ البِدَع؛ لأنَّنا رأيْناه يُؤيِّدُ في هذا الكتابِ كثيرًا من البِدَع: يُؤيِّدُ الأذكارَ الصُّوفيَّةَ المُبتدَعة، ويُؤيِّدُ الدُّعاءَ الجَمَاعي بعدَ صَلاةِ الفَرِيضةِ وهو بِدْعة، ويُؤيِّدُ السَّفرَ لزيارةِ قَبْرِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم وهو بِدْعة.