كتابُ الحجِّ
معنى قولِه تعالى: ﴿ٱلۡحَجُّ
أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ﴾ [البقرة: 197] وقولِه
تعالى: ﴿لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ﴾ [الحج: 28] وحديثِ: «الْحَجُّ عَرَفَةُ»
([1]).
س558-
ما معنى قولِه تعالى:﴿ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ
فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ﴾
[البقرة: 197] ؟ والآية الثانية: ﴿لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ﴾
[الحج: 28 ] ؟ وما معنى قولِ الرَّسول صلى الله عليه وسلم: «الْحَجُّ عَرَفَةُ»؟
أَفتونا مأْجورين.
* يقول اللهُ تعالى أَعُوذُ باللهِ من الشَّيْطَانِ الرَّجيمِ: ﴿ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ﴾ [البقرة: 197] الآيةُ يبيِّن اللهُ سبحانه وتعالى في هذه الآيةِ الكريمةِ الميقاتِ الزَّمانيَّ للحجِّ، وهو شهرُ شَوَّال وشهرُ ذي القَعَدَةِ وعشرةُ أَيَّامٍ من ذي الحِجَّة، فمن أَحرم في هذه الفترةِ فقد أَحْرم في أَشهر الحجِّ، وينعقد إِحْرامَه بالحجِّ بإِجْماع المسلمين، ويجب عليه أَنْ يتجنَّبَ الرَّفَثَ - وهو الجِماعُ - ودواعيه؛ لأَنَّ ذلك مُحرَّمٌ على المُحْرِمِ، والفسوقِ وهو المعاصي، وإِنْ كانت المعاصي مُحرَّمةً على المُؤْمن دائِمًا إلاَّ أَنَّها يشتدُّ تحريمُها وإِثْمُها في حالة الإِحْرام، والجدالُ وهو المخاصمةُ؛ لأَنَّ المخاصمةَ تُفْضي إِلى أُمورٍ محذورةٍ من الأَقْوال والأَفْعالِ، وتُوغِرُ الصَّدْرَ، وتُشغل عن طاعة الله سبحانه وتعالى، فلهذا نُهِىَ عنها، إِذا كان الجدالُ لأَجْل إِحْقاقِ حقٍّ وإِبْطالِ باطلٍ، فإِنَّ اللهَ سبحانه وتعالى يقول:
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1949)، والنسائي رقم (3044)، وأحمد رقم (18773).