أَحْكامُ قضاءِ الفَوائِتِ مِن الصَّلاة
الحُكْمُ على حديث: «مَنْ فَاتَتْهُ صَلاَةٌ فِي عُمْرِهِ
وَلَمْ يُحْصِهَا»
س248-
قَرَأْتُ حديثًا عن الرَّسول صلى الله عليه وسلم، يقول فيه: «مَن فَاتَتْهُ صلاةٌ
في عُمْرِهِ ولَمْ يُحْصِهَا فَلْيَقُمْ في آخِرِ جمعةٍ من رَمَضَانَ ويُصلِّي أَرْبعَ
ركعاتٍ بتشهُّدٍ واحدٍ، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ فاتحةَ الكتابِ وسورةَ القَدْرِ خمسَ عشرةَ
مرَّةً، وسورةَ الكوثرِ كذلك، ويقول في النِّيَّة: نويتُ أُصلِّي أَرْبعَ ركعاتٍ كفارةً
لمَا فَاتَنِي مِن الصَّلاة»، فما مدى صِحَّةِ هذا الحديث؟
*
هذا لا أَصْلَ له مِن سُنَّةِ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم،
الذي ثبَت عن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم أَنَّه قال: «مَنْ نَسِيَ صَلاَةً أَوْ
نَامَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، لاَ كَفَّارَةَ لَهَا إلاَّ ذَلِكَ»
([1]).
*
فالصَّلواتُ التي تركتَها فيما سبق إِذا كنتَ تركتَها لأَجْل
النَّوم مثلاً أَوْ إِغْماءٍ أَوْ لعُذْرٍ ظننتَ أَنَّه يُجيز لك تَأْخِيْرُهَا، فالواجبُ
عليك أَنْ تقضيَها، وأَنْ تُصلِّيَها مرتَّبةً على الفور.
* أَمَّا إِذا كنتَ تركتَها متعمِّدًا، فالصَّحيحُ من قوليْ العلماءِ أَنَّه يجب عليك التَّوبةُ إِلى الله؛ لأَنَّ مَن ترك الصَّلاةَ متعمِّدًا فأَمْرُهُ خطيرٌ حتَّى ولو لم يَجْحَدْ وجوبَها، فإِنَّ الصَّحيحَ أَنَّه يَكْفِرُ بذلك، فعليك أَنْ تتوبَ إِلى الله إِذا كنتَ تركتَها متعمِّدًا، وأَنْ تُحافظَ على الصَّلاة في مستقبلك، واللهُ يتوبُ على مَن تَابَ.
الصفحة 1 / 577