أَحْكامُ الإِمامة
حُكْمُ فضلِ القُرْبِ من الإِمامِ في الصَّفِّ الأَوَّلِ
والصَّلاةِ خلفَه مباشرةً
س258-
أَرْجُو توضيحَ فضلِ القُرْبِ مِن الإِمام في الصَّفِّ الأَوَّلِ والصَّلاةِ خَلْفَه
مباشرةً.
يقول الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا» ([1]) معنى ذلك أَنَّه لو لم يمكن الحصولُ على الصَّفِّ الأَوَّلِ إلاَّ بالقُرْعَةِ لفعلوها، وكذلك قولُه صلى الله عليه وسلم: «تَقَدَّمُوا وَأْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ» ([2]). فالقُرْبُ مِن الإِمام في الصَّفِّ الأَوَّلِ يكون به قُدْوَةٌ للآخَرين لأَنَّهم يَأْتمُّون بالإِمام مباشرةً ويرون الإِمامَ مباشرةً فيَأْتمُّون به وهذا أَفْضلُ ممَّن يقتدي بمَن خَلْفَ الإِمام مِن الصُّفوف، وأَيْضًا قولُه صلى الله عليه وسلم: «لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الأَْحْلاَمِ وَالنُّهَى» ([3]). فهذا يدلُّ على أَنَّه ينبغي أَنْ يتقدَّمَ أَهْلُ الفضلِ وأَهْلُ العلمِ ليكونوا قريبين مِن الإِمام فيَفْتَحُونَ عليه إِذا احتاج لمَن يفتح عليه بالقراءَةِ أَوْ نَابَهُ شيءٌ في الصَّلاة استطاعوا أَنْ يساعدوه وأَنْ يستخلفَ مَن يُكمِّل الصَّلاةَ لو احتاج إِلى الاستخلاف، فالتَّقدُّمُ إِلى الصَّفِّ الأَوَّلِ والقُرْبُ مِن الإِمام فيه فضائِلُ عظيمةٌ وفيه خيراتٌ وفيه دلالةٌ على مبادرة الإِنْسان
([1])أخرجه: البخاري رقم (615)، ومسلم رقم (437).
الصفحة 1 / 577